منوعات

استراحة الجمعة جعفر عباس يكتب…يوم شيخ الحب فالنتاين

اليوم هو يوم شيخ الحب فالنتاين، ويبدو أن معظم، أن لم يكن جميع من يتابعونني هنا يعانون من التخلف، ولن يتلقوا ورودا لون زينب أو حمراء او دبدوب، وقبل قليل تجسست على صفحات العشرات منكم متزوجين و”سناقل”، ووجدتها تعاني من القحط العاطفي وخالية من الورود والقلوب وعبارات البكش العاطفي، مما يؤكد أنكم إما تعانون من التصحر العاطفي بسبب عدم العثور على الحبيب/ الحبيبة، أو متزوجون مزمنون وشعاركم: بلا فالنتاين بلا بطيخ، ولعل هناك من قلبه رحب يتسع لعدد كبير من الحبايب (من نوع أحب خطيبتي ولكنني أجامل كل النساء)، أي إنه كذلك الذي دخل مكتبة وسأل عن كرت مكتوب عليه “حبي الوحيد” واشترى منه ثمانية

الأقلية التي تحتفل بفالنتاين عادة هي شريحة العزاب، وكأنما المتزوج يقول: حبيت وانجرحت وتزوجت وحدس ما حدس، فتسأله وكيف انجرحت في الحب؟ فيقول لك: لأن الحب أعمى فإنك تقع في مطبات وحفر، “بينما الزواج يجعلك مفتح وشايف كل حاجة ولكن لسانك مشلول”، وقال لي صاحبي المتزوج منذ 50 سنة إنه قال العام الماضي لزوجته: احبك مثل طقم اسناني الذي لا أستطيع الابتسام بدونه

بررت الكثير من النساء إعجابهن بمسلسل نور التركي بالقول: تعجبنا الرومانسية التي نفتقدها عند رجالنا! طيب يا بنات الناس، دعوني أصارحكن بأن حياتي الزوجية خالية من الرومانسية من يومها الأول ولكنها صمدت وستظل صامدة بإذن الله. والتقصير في الرومانسية ليس فقط من جانبي بل إنني متأكد من أنه لو دخلت يوما على زوجتي وقلت لها: هيا بنا يا حبيبتي نذهب الى فندق «الشمس الباردة» لنحتفل بمرور كذا سنة على زواجنا، لاتصلت بالإسعاف لنقلي الى مستشفى الأمراض العقلية. الرومانسية هذه «شغل سينما وتلفزيون وخطوبة»، والمهم قبل وبعد الزواج الاحترام والود المتبادل. نعم فينا نحن معشر الرجال قدر لا يستهان به من الجلافة والغلظة، ولكنها غير متعمدة لأنها جزء من ثقافتنا التي تمجد التكشير والعبوس، وأهون على بعضنا أن يشرب زيت الخروع على الريق من أن يقول لزوجته كلمة حلوة، ولكن الرومانسية لا تنتقل بالعدوى عبر شاشة التلفزيون، بل كثيرا ما يكون التعبير عنها بالأفعال: أن يصر الزوج على اصطحابك للطبيب لأنك شاحبة.. أن يقول لك لا تطبخي لأنك تعبانة.. أن يحرص على ارتداء ملابسه في هدوء صباحا كي لا يوقظك.. هذه هي الرومانسية المتاحة، وهذا آخر كلام عندي نيابة عن الرجال.. عجبكن أهلا وسهلا.. ما عجبكن؟ عندكن الحائط والبحر.

هل أنا غلطان ومتخلف جدا؟ هل تتفق أم تختلف معي ولماذا؟ بعدين يا شباب أعرف سلفا أن النساء سيفتحن النيران علينا ولهذا أدعوكم إلى وحدة الصف ودفاعكم عني، دفاع عن أنفسكم، بس ما تشطحوا، بل نعترف بأن فينا شوية غلظة وجلافة، ولكن معظمنا يعبر عن عواطفه تجاه من يحب بالأفعال، وربما علينا أن نكون أكثر سخاء بالكلمات. وشخصيا استخدم الكلام الطيب كثيرا ولكنني فاشل في مجال العبارات الرومانسية والباريسية (بعدين انا ضد رومانسية فيها رائحة روما وربما لو جعلوها خرطومانسية او بدين-سية، سـأكون من أنصارها)

هل تلتحق بمدرسة د. علي بلدو للرومانسية؟ أم أنك ممن يقولون إن بلدو ذات نفسه محتاج لعلاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى