مقال الرأي

صبري محمد علي يكتب ..جبريل يكبُرني بستٍ ومنّاوي يصغُرني بسبعٍ!

🚨✋🏼🚨

تابعتُ خلال الأيام الماضية ما أُترعت به الوسائط من تضخيمٍ حدثٍ معزولٍ لإعتداء بأحد (كنابي) الجزيرة

وإن تقبل العقلُ بعض الكتابات الغاضبة ولكنه من غير المقبول أن يُقبل من من يدّعون الحكمة و قيادة الناس

سعت بعض الجهات وبإستماته لصب الزيت في النار ولولا وعي هذا الشعب

وحسم قائد الجيش المُحذِّر من أخذ القانون بالقوة لحدث ما لا تُحمد عُقباه

تابعت أوائل التصريحات المنسوبة للسيدين جبريل ومناوي بمعنى يُفهم منه التضخيم و الإعلان أكثر من إنزال الحدث قالبه الطبيعي بلا (باكينج باودر) وأظن كاد أن يجرفهما التيار اللاّ عقلاني لو لا علو صوت العقل الجمعي لهذا الشعب الفطن المُتسامح

جبريل يكبرني ب (سِت) سنوات و مناوي يصغرني ب (سبعٍ)

فعندما كنتُ رديفاً لجدي على حماره وأحفظ عن ظهر قلب أسماء أعمامنا حاج أبكر وحاج إسحق وحاجة (حوة) وعم حسن وعم زكريا والكدنكة والجرّاية

والكديب والكجيك

والشلخ

وشتات المِلِّح

و مسك المُوية والتُرار والمُصرار

ولم يكن الأمين عبد الغفار يومها قد شدا ب

*سلام يا المُنجل المركوز على ضهر البلد تقيات*

يومها …..

لم يكن السيد مناوي قد أطلق الصرخة الأولى في هذه الحياة

 

وعندما كُنْا نعرف أين يقع (كمبو) فلان و(كمبو) أولاد فلان من الميجر الرئيسي

 

 

لا أظن أن السيد جبريل كان يومها يعرف أين تقع الجزيرة من خارطة السودان

 

إذاً دعونا نحن أبناء الجزيرة نُحدثكم و من داخل قرانا بكنابيها و تُرعها و أشجارها و نيلها و (ميجراتها) عن

قُدُسِّية و تماسك نسيج الجزيرة الإجتماعي

 

 

لم نكُن نعلم (للكمبُو) إسماً إلا متبُوعاً بإسم شيخه و زعيمه من ساكنيه

أو نذكره بأقرب قرية له وكانوا من الذين أُتُوا نصيباً من الحكمة والدين والإصلاح بين الناس

 

كان أبناءهم يدرسون معنا في المدارس

ورجالهم و نسائهم في الأسواق

 

لم تفتقدهم أفراحنا كما لم يفتقدوننا في أفراحهم

 

كانوأ أول من يهبوا للمؤاساة كما كان أهلنا كذلك يفعلون

 

دعك من هذا ….

تجار القُرى وميسوريها كانوا هُم خزينة الأمان التى تحفظ لهم مدخراتهم وحاجياتهم ريثما ينتهي موسم الحصاد ليعودوا بعرق جبينهم لديارهم الحبيبة دارفور أو ما بعدها من دول الجوار .

 

فما الذي تغير !

الذي تغير هم الذين يفكرون بمعزل عن هذا التاريخ الناصع

و الذي تغيْر هم أنصاف المتعلمين الذي (حُشيت) عقولهم من أعداء السودان بمفرادت مُستوردة

لم نعتادها …..

(المُهمّشين وسُكان الهامش)!

 

و بسبب أنصاف المُتسيسين من (القحاطة)

 

من الذين أتوا إلينا بمسمياتهم القميئة

مؤتمر الكنابي و تنسيقية الكنابي !

بل وأقول بصدق كاد التيار أن يجرف بعضاً من أطراف إتفاق (جوبا) بتأثير تلك الحُمى المسعُورة إبان زمن الهوان القحطي

 

أذكر أن كتبت مقالاً سابقاً مُستنكراً علي السيد مناوي عندما تم تعيينة حاكماً لإقليم دارفور فقبل أن يجلس الرجل على كُرسي الإقليم إذ بادر بزيارة (كنابي المناقل)

 

وما أكثر الصفيقة والهتيفة الذين جمعتهم (قحت) يوم ذاك

 

كأول مسمار في نعش وحدة النسيج الإجتماعي لسكان الجزيرة حاولوا دق إسفينه

*فخبطنا على الطاولة بعنف حينذاك* نُحذِّر

 

نعود للحدث الذي يرفضه الجميع وهو أخذ القانون باليد فقد وضع السيد رئيس مجلس السيادة النقاط فوق الحروف (نقطة سطر جديد)

 

 

هُناك ثوابت التي يجب أن نلتف حولها جميعاً و هي …..

 

المُجرم والمغتصب والناهب و(الدعامي) فهؤلاء لا قبيلة لهم ولا عرق لهم

 

بل هُم أفراد منبوذين أينما تم ضبطهم سواءاً بالقُرى أو المُدُن أو الكنابي فلا حصانة لإحدٍ أمام القانون

 

لذا يجب أن لا تُحاول …..

بعض الجهات التي علا صوتها طيلة الأيام الماضية صناعة (حُويصلة) لحماية المجرمين أياً كانوا وأنّا كانوا

 

*فمن أجرم في حق هذا الشعب فيجب أن يُحاكم*

 

وأيمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد …. (الحديث)

 

 

الخميس ١٦/جغماير/٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى