حسن الدنقلاوي يكتب ..الحرب تمنحنا الفرصة الأخيرة ..

لقد منحتنا الحرب التي فرضت علينا العديد من الفوائد يجب أن نقف عندها كثيرا وننظر إليها بعين بصيرة وتبصر فالحرب اهدتنا الكثير وازالت الغشاوة عن أعيننا ٠ نعم انتصرنا في الحرب لكن يجب أن نبرز الفوائد التي جنينها من الحرب رقم مرارتها
فالحرب كانت اختبار حقيقي للروابط الاجتماعية والفحص المجهري للوفاء والانتماء للنسيج الاجتماعي وكانت اختبار حقيقي للبعض ونقول بكل صدق لقد فشل الكثيرين في تحمل الوافدين من اهلهم٠ خلال الفترة الماضية ٠
والحرب اكدت أن القوات المسلحة هي المؤسسة الوحيدة والجهة الوحيدة الضامنة لوحدة السودان وهي الجهة الوحيدة التي يستامنها الشعب السوداني علي أمنه واستقراره وطمأنينته وان الحرب اكدت أن المؤسسة العسكرية هي ذات السند الجماهيري بنسبة ١٠٠% وان الحرب فضحت النخب السياسية وعرت الأحزاب السياسية بأن قادتها طلاب سلطة ومن فوائد الحرب فكت الاختناق والاحتقان السياسي وان الحرب مهدت أرضية خصبة للانطلاق والنهوض للأمام كما اكدت الحرب ضعف المرجعية الدينية وهشاشة الانتماء لهذا الوطن الأبي كما وضح من خلال الحرب ان البلاد كانت مرتعا خصبا للجواسيس والعملاء وكانت عارية ومكشوفة الجسد الأمني كما كشفت الحرب حاجتنا وحوجتنا المآسة للانتماء للجوار الاقليمي والدولي بما يحقق مصالحنا العليا بدون الركوع لاحد وان البلاد محتاجة لحكم عسكري بعيدا عن الاستقطاب الحاد لقادة الأحزاب السياسية من الدول ذات المصالح والاطماع الاستعمارية كما نبهت الحرب ضرورة مراجعة الحدود الجغرافية بعد ان تكشفت نوايا دول الجوار وان الحرب منحتنا الفرصة الأخيرة لمراجعة الوجود الأجنبي الذي يشكل مهدد أمني وعثاء ثقيلا علينا في مجالات الحياة وان مراجعة علاقتنا مع دول الشر والجوار اصبحت من الفرائض٠ ومن الفوائد التي سوف نجنيها من الحرب تفريغ السودان من الجريمة ومرتكبيها ٠
نعم الحرب صنعت لنا فرصة اخيرة لبناء دولة القانون والمؤسسات المدنية الراشدة تحت مظلة الحكم العسكري المسنود بالسند الجماهيري ٠ إن ما حققته القوات المسلحة الباسلة وهي تتصدي لاكبر حشد تامري يظل دينا علي الشعب السوداني محمولا علي الأكتاف وسيظل صوت شكرنا يجلجل في الفضاءات عاشت القوات المسلحة درعا عصيا علي كل الدسائس والمؤمرات وعاش الشعب السوداني حرا ابيا
وغدا تضع الحرب اوزارها ويرجع كل إنسان عزيزا مكرما وغدا تقفل اسواق الجشع ابوابها وسماسرة الإيجارات ترحل مصالحها بدون عودة وتنطلق مسيرة التنمية الحقيقة .
وفي الختام شكرآ للحرب التي فرضت علينا ولكن صوت ذخيرتها ايقظ فينا الكثير وفتح اعيننا علي الكثير ٠٠