مقال الرأي

هل سيحكُمنا كامل إدريس بكتابه كما فعل القذافي

بقلم صبري محمد علي

لن أتوقف كثيراً عند الكلمة (الهجين) التي حاول فيها السيد رئيس الوزراء أن يقول للسودانيين أنه ليس برئيس وزراء (أي كلام) عندما تحدث بعدة لغات أجنبية

وإن كانت (حركة بايخة) من السيد إدريس ولكن دعونا نضعها في خانه (فرحة الكرسي) وحداثه الرجل بالكرسي الذي ظل يسعى له منذ العام ٢٠١٠ رغم أن الأعراف تقتضي في مثل هذه المواقف أن تُخاطب شعبك بلغته

بالأمس تناولت في مقالي الراتب كتاباً للسيد كامل تم تدشينه بلندن بواسطة مؤسسة صديقه خالد الإعيسر الإعلامية (جسر نيوز)

والكتاب جاء تحت عنوان

*السودان ٢٠٢٥ تقويم المسار وحلم المستقبل*

وقلت من (غرائب الصُدف) أن يجلس السيد كامل على كرسي الحكم في ذات التاريخ الذي إختاره عنواناً لكتابه

بالأمس رفع السيد كامل إدريس ذات الكتاب في ختام كلمته وكأنه يقول يا أهل السودان (هُنا الحل)

مما أعادني بالذاكرة لكتاب القذاقي والموسوم ب(الكتاب الأخضر) الذي جعله مرجعاً لوزرائه وحكومته بل و لشعبه وجعله سقفاً للتفكير والإبداع لا يُمكن للعقول أن تتجاوزه

فهل هذا ما يريده السيد كامل إدريس لحكومته القادمة أن يجعل من كتابه مرجعاً ونبراساً وخارطة طريق لها !!

أتسآءل بدهشة

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن هذا الكتاب (البخيت) تم تدشينه في العام ٢٠١٦م أي قبل (٩) سنوات و دعنا نفترض أنه إستغرق كتابة وتنقيحاً وإجرآءات وطباعة عاماً واحداً فقط على أحسن الأحوال فهذا يعني أن السيد إدريس يريد أن يحكم السودان بأفكار مضى عليها عشرة سنوات

بمعنى (بضاعة قديمة ومِعتِّته) !

فكم يا تُرى ….

من مياه مرت تحت جسر السودان وكم من مُتغيرات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وحتى ما أفرزته هذه الحرب لم يستوعبها هذا (الكتاب المُبارك)!

فلماذا يُريد السيد (كيمو) أن يضع سقفاًِ لعقول وزرائنا وخبرائنا وعلمائنا تحت مظلة هذا الكتاب (العجيب)

يا سيدي ….

الدول لا تُحكم هكذا ولا معاش الناس يُستخلص من بين صفحات الكُتب

أعطوني سطراً واحداً من كتاب السيد كامل يتحدث عن هذه الحرب وكيفية معالجة آثارها السالبة !

بالطبع لا يوجد !

أقول من قرآءتي الأولية أن السيد كامل إدريس وأرجو أن أكون مخطئاً شخصية غارقة في (النرجسية) التي ترى أنها وحدها هي من يحقُ لها التفكير للآخرين وعلى الجميع السمع والطاعة و(النرجسي) بطبعه يرى أن كل ما سواه خطأّ إلا هو فإن قال لك أنت شخص غبي مثلاً فعليك أن تقتنع بذلك وأن لا تحاول إثبات العكس

فهل سيستغنى هذا الرجل (المُدهش) عن وزراء و خبراء ومستشارين و يكتفي بكتابٍ هو إجتهاد كاتب ليس إلا ولن يكن مُبرأً من العيوب والنقصان !

أم لا ….!

نعم سيكون هناك مجلس وزراء ومستشارين ولكن عليهم (مذاكرة) هذا الكتاب قبل الحضور الى قاعة الإجتماعات !

ليت ….

السيد كامل لم يُلوِْح بهذا الكتاب في خاتمه حديثه بالأمس و جعله لمكتبته الخاصة وشخصياً من المفردات التي تحدث بها بالأمس وإستصحابه للغة الجسد أشك أنه يُتقن اللغة العربية كما ينبغي ناهيك عن إختيار المفردات و فن الكتابة .

يا سيدي …..

لا تُفكِّر و لا تعمل مُنفرداً

وليس لهذا أتى بك البرهان

أخيراً أقول وبالصوت العالي

يا من أتيتم بكامل إدريس رئيساً للوزراء

*أدركوا هذا الرجل حتى لا يغرق السودان مرة أخرى*

*أستغفر الله العظيم*

الأثنين ٢/يونيو/٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى